سرعة القذف (Premature Ejaculation) هي واحدة من أكثر المشكلات الجنسية شيوعاً بين الرجال، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 1 من كل 3 رجال يعانون منها في مرحلة ما من حياتهم . هذه المشكلة لا تؤثر فقط على الحياة الجنسية للرجل، بل تمتد آثارها لتشمل العلاقة الزوجية بأكملها، مما يسبب التوتر والإحباط لكلا الشريكين. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أحدث وأفضل العلاجات المنزلية والطبية لسرعة القذف، مستندين إلى معلومات من مصادر طبية موثوقة.
فهم سرعة القذف: التعريف والأنواع
ما هي سرعة القذف؟
سرعة القذف تُعرف طبياً بأنها حدوث القذف خلال دقيقة واحدة أو أقل من بدء الجماع، أو قبل أن يرغب الرجل أو شريكته في ذلك . ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن المدة “الطبيعية” للقذف تختلف من رجل لآخر، حيث يبلغ المتوسط العام حوالي 5 دقائق ونصف بعد بدء الجماع .
أنواع سرعة القذف
يصنف الأطباء سرعة القذف إلى نوعين رئيسيين:
- سرعة القذف الأولية (المستمرة): وهي الحالة التي يعاني فيها الرجل من القذف المبكر منذ بداية حياته الجنسية، وغالباً ما تستمر دون علاج .
- سرعة القذف الثانوية (المكتسبة): وهي التي تظهر بعد فترة من ممارسة جنسية طبيعية، وعادة ما تكون مرتبطة بعوامل نفسية أو جسدية حديثة .
الأسباب الكامنة وراء سرعة القذف
لفهم علاج سرعة القذف بشكل صحيح، من الضروري معرفة الأسباب المحتملة لهذه المشكلة:
الأسباب النفسية والعاطفية
- القلق والتوتر، خاصة القلق من الأداء الجنسي
- الاكتئاب والضغوط النفسية
- المشكلات الزوجية وعدم التفاهم بين الشريكين
- التجارب الجنسية السلبية أو الصدمات
- المعتقدات الخاطئة حول الجنس
الأسباب الجسدية والعضوية
- انخفاض مستوى السيروتونين (ناقل عصبي مهم في تنظيم القذف)
- التهاب البروستاتا أو الإحليل
- اضطرابات هرمونية (خاصة التستوستيرون، الأوكسيتوسين، البرولاكتين)
- حساسية زائدة في جلد القضيب
- عوامل وراثية
عوامل الخطر
- التقدم في العمر
- السمنة
- التدخين وتعاطي الكحول
- بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب
- الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم
العلاجات المنزلية والسلوكية لسرعة القذف
قبل اللجوء إلى العلاجات الدوائية، يمكن تجربة العديد من الأساليب المنزلية والسلوكية التي أثبتت فعاليتها في تأخير القذف:
1. تمارين كيجل (تقوية عضلات قاع الحوض)
تمارين كيجل هي واحدة من أكثر الطرق فعالية لتحسين التحكم في القذف. تعمل هذه التمارين على تقوية العضلات التي تتحكم في عملية القذف .
كيفية أداء تمارين كيجل:
- حدد العضلات الصحيحة: حاول إيقاف تدفق البول أثناء التبول أو منع خروج الغازات. العضلات التي تستخدمها لهذا الغرض هي عضلات قاع الحوض المستهدفة.
- شد هذه العضلات لمدة 3 ثوانٍ ثم أرخها لمدة 3 ثوانٍ.
- كرر التمرين 10 مرات في الجلسة الواحدة.
- حاول القيام بثلاث جلسات يومياً على الأقل .
مع الممارسة المنتظمة، يمكن زيادة مدة الشد تدريجياً إلى 10 ثوانٍ أو أكثر. تظهر النتائج عادة بعد 4-6 أسابيع من الممارسة المنتظمة .
2. تقنية التوقف والبدء (Stop-Start Technique)
هذه التقنية السلوكية تساعد على زيادة الوعي بالإثارة الجنسية وتعلم التحكم فيها:
- ابدأ بالاستمناء أو المداعبة حتى تشعر أنك على وشك القذف.
- توقف تماماً عن كل تحفيز وانتظر حتى تهدأ الإثارة (حوالي 30 ثانية).
- كرر هذه العملية 3-4 مرات قبل السماح لنفسك بالقذف في المرة الأخيرة .
بالتدريب المنتظم (3 مرات أسبوعياً)، يمكن تعلم تأخير القذف بشكل ملحوظ خلال 2-3 أشهر .
3. تقنية الضغط (Squeeze Technique)
تشبه تقنية التوقف والبدء ولكن مع إضافة ضغط على القضيب:
- عند الشعور باقتراب القذف، اضغط بقوة على رأس القضيب حيث يلتقي بالجذع لمدة 5-10 ثوانٍ.
- توقف عن التحفيز حتى تهدأ الرغبة في القذف.
- كرر العملية حسب الحاجة .
4. تغيير الأوضاع الجنسية
بعض الأوضاع الجنسية تساعد على تأخير القذف أكثر من غيرها:
- الوضع الذي تكون فيه المرأة في الأعلى غالباً ما يساعد على تأخير القذف بسبب تقليل تأثير الجاذبية.
- تجنب الأوضاع التي تسبب إثارة شديدة للرجل مثل الوضع التقليدي (التبشيري) إذا كان يسبب القذف السريع .
5. الاستمناء قبل الجماع
الاستمناء قبل ساعة إلى ساعتين من الجماع يمكن أن يساعد في تقليل الحساسية وتأخير القذف أثناء العلاقة الزوجية .
6. تقنيات التنفس والاسترخاء
القلق والتوتر من أهم أسباب سرعة القذف. يمكن لتقنيات التنفس العميق أن تساعد:
- خذ نفساً عميقاً من البطن (4 ثوانٍ)
- احبس النفس (4 ثوانٍ)
- أخرج الزفير ببطء (6 ثوانٍ)
- كرر هذه العملية عدة مرات أثناء الجماع عند الشعور باقتراب القذف .
7. استخدام الواقي الذكري المزدوج أو السميك
الواقي الذكري العادي أو المخصص لتأخير القذف (مثل Trojan Extended Pleasure أو Durex Prolong) يمكن أن يقلل من حساسية القضيب ويساعد على تأخير القذف .
8. تحسين التواصل مع الشريك
التحدث بصراحة مع الشريك حول المشكلة يمكن أن يقلل من التوتر والقلق. كما أن التركيز على أشكال أخرى من المداعبة والحب يمكن أن يخفف الضغط عن الجماع .
9. تغييرات في نمط الحياة
بعض التعديلات البسيطة يمكن أن تحسن الأداء الجنسي:
- ممارسة الرياضة بانتظام
- التوقف عن التدخين
- تقليل استهلاك الكحول
- تناول غذاء صحي متوازن
- الحصول على قسط كاف من النوم
10. العلاج النفسي والاستشارة الزوجية
إذا كانت المشكلة نفسية المنشأ، يمكن أن تكون الاستشارة النفسية أو العلاج السلوكي المعرفي مفيداً جداً، خاصة إذا تم دمجه مع العلاجات الأخرى .
العلاجات الطبية لسرعة القذف
عندما تفشل العلاجات المنزلية والسلوكية في تحقيق النتائج المرجوة، يمكن اللجوء إلى العلاجات الطبية التي تشمل:
1. الأدوية الموضعية (كريمات وبخاخات التخدير)
هذه المنتجات تحتوي على مواد مخدرة مثل ليدوكائين أو بريلوكائين تقلل من حساسية القضيب:
- تطبق على القضيب قبل الجماع بـ10-15 دقيقة
- يجب غسلها قبل الجماع لتجنب نقل المخدر للشريك
- أمثلة: بخاخ بيجور ميد برو لونج (Pjur Med Pro-Long Spray)
محاذير: قد تقلل من متعة الجنس لكلا الشريكين إذا لم تغسل جيداً .
2. مضادات الاكتئاب (SSRIs)
على الرغم من أنها مصممة لعلاج الاكتئاب، فإن أحد آثارها الجانبية هو تأخير القذف:
- باروكسيتين (Paxil): الأكثر فعالية، يؤخذ يومياً ويحتاج 5-10 أيام لبدء العمل
- سيرترالين (Zoloft)
- فلوكستين (Prozac)
- اسيتالوبرام (Lexapro)
دابوكسيتين (Dapoxetine): هو الوحيد المصمم خصيصاً لسرعة القذف، يؤخذ قبل 1-3 ساعات من الجماع وليس له تأثير تراكمي .
الآثار الجانبية: غثيان، دوخة، جفاف الفم، تعب، نقص الرغبة الجنسية .
3. مسكنات الألم (ترامادول)
يستخدم الترامادول أحياناً لعلاج سرعة القذف عندما تفشل الـSSRIs، لكنه قد يسبب الإدمان مع الاستخدام طويل الأمد .
4. أدوية ضعف الانتصاب (PDE5 inhibitors)
مثل سيلدينافيل (الفياجرا)، تادالافيل (السياليس) يمكن أن تساعد في حالات سرعة القذف المصاحبة لضعف الانتصاب، خاصة عند استخدامها مع مضادات الاكتئاب .
5. العلاجات البديلة والتكميلية
بعض العلاجات البديلة التي تمت دراستها لسرعة القذف تشمل:
- الوخز بالإبر (Acupuncture): بعض الدراسات تشير إلى فعاليته المحتملة
- اليوجا والتأمل: لتقليل القلق وتحسين التحكم في القذف
- المكملات العشبية: مثل الجينسنغ والكركديه التي قد تساعد في بعض الحالات
6. العلاجات الجراحية (نادرة)
في حالات نادرة جداً، قد يلجأ الأطباء إلى:
- حقن البوتوكس في العضلات المسؤولة عن القذف
- جراحة قطع بعض الأعصاب الحساسة في القضيب
نصائح للتعايش مع سرعة القذف وتحسين الحياة الجنسية
- تقبل المشكلة: سرعة القذف مشكلة شائعة وليست عيباً شخصياً
- التواصل المفتوح مع الشريك: مشاركة المشاعر والمخاوف يمكن أن يقلل التوتر
- توسيع مفهوم العلاقة الحميمة: الجنس ليس فقط الجماع، بل يشمل المداعبة والقرب العاطفي
- التركيز على المتعة وليس الأداء: الضغط على النفس لتحقيق أداء معين قد يفاقم المشكلة
- الصبر: معظم العلاجات تحتاج وقتاً (أسابيع أو أشهر) لظهور النتائج
متى يجب زيارة الطبيب؟
ينصح باستشارة طبيب متخصص في الحالات التالية:
- إذا كانت سرعة القذف تسبب ضائقة نفسية لك أو لشريكك
- إذا كانت المشكلة مستمرة منذ البداية (سرعة قذف أولية)
- إذا ظهرت فجأة بعد فترة من الأداء الجنسي الطبيعي
- إذا صاحبتها أعراض أخرى مثل ضعف الانتصاب أو ألم أثناء الجماع
الخلاصة
سرعة القذف مشكلة قابلة للعلاج بدرجة كبيرة، والخيارات العلاجية متنوعة بين المنزلي والطبي. يفضل البدء بالعلاجات السلوكية والمنزلية لمدة 2-3 أشهر قبل اللجوء للأدوية. في كثير من الحالات، يكون الجمع بين العلاج السلوكي والدوائي هو الأكثر فعالية .
الأهم من ذلك هو عدم الاستسلام للقلق أو الإحباط، فمع الصبر والعلاج المناسب، يمكن لمعظم الرجال تحسين تحكمهم في القذف بشكل ملحوظ، واستعادة متعتهم الجنسية وعلاقتهم الزوجية.